مجلس الأمة
نسخة للطباعة

رد المجلس التشريعي الأردني الخامس
على خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الخامسة
للمجلس التشريعي الخامس

يا صاحب الجلالة

انه لشرف عظيم لهذا المجلس أن يستمع في دورته العادية الخامسة إلى أول خطاب للعرش بعد إعلانه استقلال البلاد التام على الأساس الملكي النيابي وبيعته بالملك لوارث النهضة العربية وعميد البيت الهاشمي العظيم بحافز من وفاء الأمة وولائها وثقتها ورجائها ، وان نواب الأمة الذي أعربوا عن مشيئتها بما أعلنوا وبايعوا ليعتزون ويفخرون بما تكرمتم بتوجيهه إليهم من الشكر السامي مع شعورهم العميق بالمنة الأبدية لجهود جلالتكم الموفقة في ما تم عقب مفاوضات لندن من رفع الانتداب عن الوطن العزيز وعقد معاهدة الصداقة والتحالف مع بريطانيا العظمى على قدم المساواة وفي حدود ميثاق الأمم المتحدة مقدرين للمفاوضين الأردني والبريطاني ما اقترن بالرضي السامي من جهدهما المثمر ونيتهما الطيبة، وان في هذا كله ما نرجو أن يحل المملكة الأردنية الهاشمية في ظل جلالتكم الظليل محلها الأرفع ويفسح لها المجال الأوسع.

يا صاحب الجلالة

لقد اعز الله الأمة بما أعلنتموه على نوابها وللناس كافة من أنكم وانتم من انتم لا تستهدفون في الدعوة إلى الوحدة السورية ملكا أو عرشا بل مثل الأمة ومواثيقها وتحقيق استقرار شامل ووحدة قومية عامة تمحق الفرقة وتذهب بالتجزئة وتضمن سلامة الوطن الواحد من عبث الاغيار وممن يجوسون خلال الديار ، وتدعم جبهته الأمامية ليصان من كل خطر وان العرب عامة وأهل السابقة منهم خاصة لن يدينوا لغير هذه الدعوة المباركة وما إليها من زعامة موفقة مع إدراكهم جميعا أن حظ جلالتكم من الجهاد القومي في الميادين الحربية والسياسية قد كان وما زال المع من التاج واعز من الملك والسلطان .

وان ما استعرضتموه من تطورات القضية العربية وما كان من اثر الثورة التحريرية بقيادة المنقذ الأعظم ( رضي الله عنه وأرضاه) ومن سبق جلالتكم إلى هذه الديار لاستئناف الجهاد بعد النكبة الشامية ومن اتخاذ هذه البقعة الوفية قاعدة معونة فعلية ومدد لكل حركة قومية ودعوة وطنية، كل أولئك لمما لن تنساه الأمة العربية وهي التي حملت بيتكم أمانتها ليحقق رسالتها فجاهد في الله حق الجهاد وجدد من عهدها دارس الأمجاد.

يا صاحب الجلالة

انه لمن دواعي اغتباط المملكة الاردنيه الهاشمية بل اغتباط العرب جميعا أن يتم في القريب العاجل مشروع الاتحاد الأردني العراقي تحقيقا لما تفضلتم فنوهتم به من رغائب البلدين الشقيقين وان تتم رسالة الوحدة العربية في حدود المواثيق الدولية وميثاق الجامعة العربية على يد البيت الهاشمي العظيم لتعود كما بدأت زخارة بالعمل فياضة بالأمل وان يظل تضامن الدول العربية منهاجها ومقباسها ومنارها ونبراسها.

وانه لمظهر عظيم من مظاهر هذا التضامن ما تفضلتم فأشرتم إليه أيضا من مقررات مؤتمر (انشاص) العتيد وما اجمع عليه أصحاب الجلالة والفخامة ملوك العرب ورؤساهم في اجتماعهم التاريخي من مقررات سامية وتوجيهات حكيمة ما زال العرب يترقبون أن تبرئ كلوم فلسطين الدامية وتكفل حقوقها المشروعة وتحقق أملها المنشود وترد استقلالها المفقود

يا صاحب الجلالة

لقد هللت بلادكم الوفية لما ضفرتم لها من أكاليل الظفر ، وان التقدير السامي لما أظهرت (معان) عاصمة ملككم الأولى من شعور جميل و(العقبة) ثغر هذه البلاد من عواطف فياضة لمناسبة زيارتكم الميمونة لهما على اثر قفول جلالتكم من (لندن) لمما يعتز به هذا المجلس محمولا على ما في تلك المظاهر الشعبية الحيه من التعبير الصادق عن شعور البلاد الاجماعي وعن اعتزاز الأمة على الدوام بما حققتم من رغائبها وآمالها.

وان المملكة الأردنية الهاشمية لتعتز ليس بشعور أبنائها البررة ومدنها وهيأتها ومجالس بلدياتها فحسب بل بما استحق تقدير جلالتكم من شعور الأقطار العربية الشقيقة والممالك الشرقية الصديقة أيضا مما نسجله بالشكر والفخر.

يا صاحب الجلالة

لقد لفتم نواب الأمة إلى ما تقدمت به الحكومة من طلب الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة والى إرجاء قبول هذا الطلب لما اكتنفه من تنافس الأقوياء وان هذا المجلس لا يرى في هذا غير رأي جلالتكم الحكيم وهو أن لا ضير على بلادنا من بقائها مرسلة غير مقيدة لا سيما وقد جاء الأرجاء بسبب استعمال حق النقض على غير وجهه بعد أن اجمع أعضاء مجلس الأمن على إقرار الطلب مما لا يزال موضوع نقاش في الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة تنزيها لميثاقها.

يا صاحب الجلالة

انه لمن دواعي الغبطة إن تحقق حكومة جلالتكم الرشيدة في فترة الانفضاض ما أثبته خطاب العرش السامي من الاعمال الجليلة والمشاريع النافعة داخلا وخارجا، وان تساهم في الحياة الدولية مساهمة فعلية مترسمة خطى جلالتكم عاملة بإرشادكم في كل ما يعلي شأن الوطن ويرفع منارة، وان في تنويه جلالتكم بالمرامي المنصرفة إلى رفع المستوى الاقتصادي في البلاد وتحقيق الإصلاح الشامل في كل شعبة وناحية من شعب الدولة ونواحيها لمما يقابله الشعب بالأمل والعزيمة الصادقة على خير العمل ، وان هذا المجلس التشريعي الذي سيخلفه مجلس الأمة مؤلفا من الأعيان والنواب لفخور بان يناقش دستور الدولة الجديد في ضوء الرغبة السنية ليمكن للحياة النيابية والمبادئ الديمقراطية بما كفلته القواعد الإسلامية والتقاليد العربية متوجها إلى الله العلي القدير بان يكلأ جلا لتكم بعين عنايته الصمدانية وان يطيل بقاءكم ويحقق في وحدة الوطن رجاءكم ويؤيدكم بروح من عنده انه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهو نعم المولى ونعم النصير.