مجلس الأمة
نسخة للطباعة

رد مجلس الاعيان على خطاب العرش السامي
في الدورة العادية الاولى
لمجلس الامة الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسوله العربي الهاشمي الأمين

صاحب الجلالة الملك الهاشمي عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله،

وأعزه،وأدام ملكه

يتشرف مجلس الأعيان ان يرفع الى مقام جلالتكم أسمى آيات الشكر والعرفان لتفضلكم بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الرابع عشر بخطبة العرش السامي التي شكلت منارة رائدة وساطعة لمسيرة شعبكم الوفي , ووطنكم العزيز

صاحب الجلالة,,,

ان مجلس الأعيان , اذ أمعن النظر مليا فيما تضمنته خطبة العرش السامي فإنه يؤكد بكل فخر واعتزاز ان ما تفضلتم به جلالتكم يجسد رؤيتكم لحاضرنا ومستقبلنا, وسيكون النهج القويم نحو تحقيق هذه الرؤيا الواضحة لأردن عزيز, وسيبقى بعزمكم وقيادتكم الواعية الشجاعة أنموذجا للدولة العربية الإسلامية الديمقراطية القائمة على أسس العدل , واحترام حقوق الانسان , والمساواة بين المواطنين , وتكافؤ الفرص , والمصالح المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.

صاحب الجلالة ,,,

يأتي تفضل جلالتكم بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الرابع عشر بعد أول انتخابات نيابية في عهد جلالتكم الميمون الذي هو , بعون الله ورعايته, عهد خير وفير, وإنجازات مميزة, وعهد قفزة نوعية مثمرة, نحو المستقبل الواعد المنشود.

اننا , يا صاحب الجلالة, على قناعة راسخة ان السنوات العشر المقبلة ستكون لوطننا الأردن سنوات عمل وعطاء وازدهار ورخاء وتطوير , يذلّل خلالها الأردنيون , بقيادة سيدهم ورائدهم, الصعاب , ويترجمون ترجمة عملية وفعلية مبدأ( الأردن أولا) لتبقى جذور هذا الكيان الذي شيده البناة العظام الأوائل على شرعية بيت النبوة والبيعة , وشرعية الإنجاز والاستقرار, راسخة وثابتة , وليبقى هذا الوطن رائدا وقدوة, ولتبقى رسالته الهاشمية متصلة ومتواصلة , ولتبقى رايته العربيه مرتفعة وخفاقة.

صاحب الجلالة,,,

لقد استمعنا بكل فخر واعتزاز الى خطاب سام من نمط جديد , يجسد طموحات جلالتكم نحو مستقبل زاهر لهذا الحمى العربي الاسلامي , كما يجسّد تصميم قيادة هاشمية خالدة, عاقدة العزم على الارتقاء بالأردن الى مستوى الدول الديمقراطية المتقدمة .

ان خطبة العرش السامي عززت ثقتنا بالمستقبل الذي رسمتم جلالتكم ملامحه , واتضحت معالمه في السنوات الماضية من عهدكم الميمون من خلال عملكم الدؤوب المتواصل , وعلى أساس ان (الأردن اولا) وطن عزيز مقتدر آمن مستقر جامع لكل بناته وأبنائه الحريصين على صون وحدته , موفر لهم الكرامة والأمن والاستقرار , ومساهم في مسيرة أمته العربية ,ومدافع عن قضاياها المصيرية.

صاحب الجلالة,,,

وتطبيقا لمبدأ (الأردن أولا) الذي أردتموه جلالتكم دعوة لمنهاج عمل وطني وقومي , فإن مجلسكم , مجلس الأعيان , يعاهدكم ان يكون مجلسا متميزاً الأداء, داعما لحكومتكم الرشيدة , ومعينا لها في وضع خططها الشاملة, وتنفيذ برامجها الوطنية لتحقيق التغيير الإيجابي الذي تنشدون , والذي, كما أكدتم جلالتكم ,يتطلب الالتزام بالتفكير بأساليب جديدة واليات مبدعة. وان دعوة جلالتكم حكومتكم الرشيدة لوضع برامج واستراتيجيات واضحة لاولويات المرحلة المقبلة , ومنها : زيادة نسبة النمو الاقتصادي , وتوفير فرص العمل , والحد من مشكلتي الفقر والبطالة, وتطوير التعليم , وتنمية المحافظات , وتوفير البيئة الاستثمارية , ونقل التكنولوجيا, وتوفير الرعاية الصحية للأطفال خاصة ,تحدد, بمجملها , اولويات الوطن والمواطن, وتضع على كاهل جميع القطاعات العامة والأهلية مسؤوليات جساما, وتتطلب النهج العلمي والعملي في العمل , حتى تتحقق هذه الأهداف وفقا لرؤية جلالتكم من اجل ان يكون (الأردن اولا) الأردن حاضرا ومستقبلا, وركنا قويا وثابتا في صرح الأمة العربية الشامخ , متمسكا بانتمائه الاسلامي تمسكه بهاشميتة العريقة, ملتزما بالعروبة والاسلام, ومبرزا الرسالة الإسلامية السمحاء كرسالة إنسانية حضارية متسامحة رائدها الحوار والتفاهم لا الصدام والتطرف والعنف.

صاحب الجلالة,,,

ان التنمية الشاملة التي ركزتم عليها في خطبة العرش السامي ستكون الهدف الذي يسعى اليه مجلس الأعيان . ونحن, يا صاحب الجلالة, سنتمسك بالمنهج العملي الذي طرحتموه , على أساس الحداثة والمبادرة وتكريس مجتمع التكافل والتعاون والمساواة والعدالة والنزاهة والشفافية وسيادة القانون.

وسيشارك مجلس الأعيان , التزاما بتوجهاتكم السامية, في عملية التنمية الشاملة , والاهتمام بقطاع الشباب الذين هم أمل الغد وعدة المستقبل , وكذلك توفير الامكانيات اللازمة والحقوق المستحقة للمرأة من أجل تعميق مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما تفضلتم جلالتكم .

صاحب الجلالة,,,

إننا نستمد من شجاعتكم العزم والتصميم ليكون التغيير الواعي المنشود الذي تريدون جريئا وجذريا حتى لا تكون الحلول تقليدية او جزئية او آنية, بل إبداعية مبنية علىاستراتيجيات طويلة الأمد.

وإننا , يا صاحب الجلالة, نقدر ونثمن عاليا دعوتكم السامية الكريمة التي أطلقتموها من فوق منبر مجلس الأمة للحوار الوطني الشامل, الذي يفضي إلى مؤتمر وطني لبحث مختلف القضايا الوطنية ,وإيجاد الحلول الناجعة لها. وسيكون التزامنا بهذه الدعوة كاملا وشاملا بهدي من رؤاكم الخيرة لإطلاق حركة حزبية وطنية برامجية حقيقية ,عنوانها وجوهرها (الأردن اولا) ومحور اهتمامها الرئيسي الإنسان الأردني, وشرعيتها مستمدة من انتمائها للوطن ,والتزامها بالدستور وثوابت المملكة, ومعارضتها ايجابية بناءة من اجل رفعة الأردن.

اننا نعاهد جلالتكم بان يتعاون مجلس الأعيان مع السلطة التنفيذية و مع مجلس النواب الموقر ,ويقوم بواجبه التشريعي والرقابي , ويسهم في التنمية المنشودة التي أكدت عليها خطبة العرش السامي بكل وضوح وشمولية.

صاحب الجلالة,,,

اننا نثمن عاليا, ونقدر دعوة جلالتكم لتطوير الجهاز القضائي وتمتعه بالاستقلالية والكفاءة والنزاهة والحياد، والنهوض بقطاع الإعلام ليواكب ثورة المعلومات والاتصالات العالمية، وليكون فاعلا وليس منفعلاً، وليكون اعلام دولة يخدم كل قطاعات الشعب وقضاياه.

أما قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية ، وجلالتكم قائدها الأعلى ، فتستحق من كل أردني يحرص على هذا الوطن ، ويفتخر بالانتماء الصادق اليه، ان يضعها في حدقة العين، فهي المدافعة عن تراب الأردن، والذائدة عن حدوده وأمنه واستقراره، وهي التي تحمل راية الأردن ورسالته إلى بقاع الدنيا من خلال مشاركتها الفعالة في الحفاظ على السلم العالمي بكفاءة والتزام وانضباط يشهد بها العالم. وإننا ، ياصاحب الجلالة، نقدر ونبارك جهودكم الدؤوبة لتحديث قدرات قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وتحسين اوضاع منتسبيها ، وتحصينها ، وصونها من كل محاولات التجني عليها، او الانتقاص من دورها المشرف .

صاحب الجلالة,,,

ان مجلس الأعيان يقدر أعلى التقدير حركتكم الدائمة الخيرة المستمرة على مدى العالم بأسره . فالعالم غدا قرية ,مصالح دوله متداخلة ومتشابكة. والجمود عدو التفاعل , والعزلة سبب التقوقع والتخلف عن مسيرة الحضارة الإنسانية والتنمية بكل أبعادها . ومجلس الأعيان يدعو الله ,جلت قدرته, ان يبارك خطاكم ,في حلكم وترحالكم , وانتم ترفعون راية الأردن عالية في ربوع المعمورة. وإننا يا صاحب الجلالة , اذ نتوجه بالشكر الجزيل لجلالتكم على الجهود المخلصة التي تبذلونها في المجالين العربي والعالمي ,وبخاصة في مجالي القضيتين الملحتين: القضية الفلسطينية والقضية العراقية ,لنفخر ونعتز بدور عميد الهاشميين المستمر والمتواصل لجمع شمل الأمة , والذود عن قضاياها بإيمان وتصميم لا بالشعارات والمزايدات .

نسأل الله,عزّ في عليائه,ان يحفظ جلالة سيدنا بكل خير ,وان يبقيه عزا وذخرا وسندا ,وان يصون المملكة الأردنية الهاشمية بقيادتكم ,وان ينعم على شعبكم الوفي بالمزيد من الرخاء والازدهار والمنعة والاستقرار.

والسلام على سيدنا المفدى صاحب الجلالة ,حفظه المولى بكل خير ورعاه وأيده بنصره المبين