مجلس الأمة
نسخة للطباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبيه العربي الأمين

حضرة صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك المعظم

ان مجلس الأعيان الذي استمع الى خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الامة التاسع يحيي سموكم الملكي اطيب تحية ، ويشترك مع الأمة في الاتجاه بروحها وقلبها نحو جلالة مليكها وقائدها المفدى داعيا سبحانه وتعالى ان يمن عليه بالصحة والقوة حتى يعود الى وطنه الذي نذر نفسه لخيره ويستأنف قيادة شعبه الوفي نحو المجد وانقاذ الوطن المغتصب والمقدسات السليبة.

يا صاحب السمو

لقد جرت الأعراف الدستورية على ان يحتوي خطاب العرش برنامج الحكومة التي اعدته في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعمرانية والثقافية مشيرا الى ما انجزته من عمل منذ تحملت اعباء الحكم وفي مختلف النشاطات.

اما والحكومة قد اقتصرت على الحديث عن عدوان حزيران وقرار مجلس الأمن الصادر في 22 تشرين الثاني 1967 . وموقف الاردن وموقف اسرائيل منه مؤثرة الا تدخل في تفصيل المنجزات التي تمت خلال العام، فان المجلس في رده هذا يشارك الحكومة في تمجيد ذكرى الشهداء الابرار الذين رووا ثرى هذا الوطن بدمائهم الزكية الطهور وكانت تضحياتهم ولا تزال ابلغ الآيات على ان هذا الوطن لن يذل لمعتد ولن يستكين لغاصب ولا يرضى عن وحدته وحريته بديلا.

كما يعرب المجلس عن عظيم تقديره لقواتنا المرابطة والتي نذرت أرواحها لتحرير الوطن معتزا بما اثر عن جيشه الباسل من شجاعة وفداء كما يرسل تحياته الى اخواننا المرابطين في الارض المحتلة مفتخرا بثباتهم في وجه العدو واصرارهم على جلائه التام وتمسكهم بوحدة اردننا المقدسة.

يا صاحب السمو

ان المجلس يشارك الحكومة في مفهومها لقرار مجلس الامن وكونه يدعو العدو الى الانسحاب من جميع المناطق التي احتلها منذ الخامس من حزيران ويتفق معها في ان انسحاب إسرائيل يجب ان يجيء "كاملا وشاملا" من جميع الأراضي التي احتلتها.

ولكنه يرى في اصرار اسرائيل على عدوانها واندفاعها في اعتداءاتها على هذا البلد وفي ترحيلها العديد من ابناء الضفة الغربية واستهانتها بمقررات مجلس الامن بالنسبة الى تلك الاعتداءات وضربها عرض الحائط بقراره وقرار الجمعية العامة بالنسبة الى القدس ، يرى ان ذلك من شأنه ان يحفزنا الى مضاعفة الجهد لاستكمال استعداداتنا لتحرير الوطن والدفاع عنه ويوجب علينا ان نجعل لكل فرد في هذه الامة قادراً على حمل المسؤولية واداء واجبه الوطني الجهادي على الوجه الأكمل.

وهذا ما عبر عنه خطاب العرش بتوفير أسباب القوة والمنعه في كل ميدان وعلى كل صعيد ويرجو المجلس ان يهدف تحقيق التفاعل الايجابي البناء بين قوى الدولة عموما والخدمات الموصولة التي قدمتها الحكومة لاخواننا اللاجئين والنازحين الى جعلهم قادرين على أداء واجبهم الوطني في معركة التحرير وعلى مستوى المسؤوليات التي تفرضها طبيعة هذه المرحلة.

والمجلس ينظر بعين الاكبار والشكر للجهود المباركة التي بذلها جلالة الملك القائد في رحلاته العديدة في مشارق الارض ومغاربها واثرها في تبديد الصورة القاتمة التي حاول العدو بها ان يطمس الحق العربي وفي جلاء الحقيقة وما ادى اليه ذلك من اكتساب الانصار لقضيتنا في مختلف المحافل الدولية.

والمجلس الذي يقدر كل التقدير ما بذل لتطوير قواتنا المسلحة واعدادها ليرجو المزيد من ذلك ويعرب في الحين ذاته عن تقديره البالغ للقوات العربية الشقيقة المرابطة واعتزازه ببسالتها والتنويه بروح العزم والفداء التي تتحلى بها.

اما في حقل السياسة العربية والدولية فالمجلس يؤكد إيمانه بوحدة امتنا ويرحب بالحرص على تنمية التعاون والاخاء بين المملكة الاردنية الهاشمية والاقطار العربية والاسلامية الشقيقة وبالحفاظ على الصداقة في علاقاتنا مع جميع الدول في نطاق مقتضيات المصلحة الوطنية.

هذا ، ويسر مجلس الاعيان ان يؤكد لسموكم رغبته في التعاون الصادق البناء مع السلطة التنفيذية.

يا صاحب السمو

نرجو ان ترفعوا الى جلالة مليكنا المعظم مع آيات ولائنا تمنياتنا الصادقة ان يأخذ الله بيده لتحقيق أمانينا في انقاذ مقدساتنا ووحدة وطننا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.