مجلس الأمة
نسخة للطباعة

خطاب العــرش السامــي لسنة 1943
خطـــاب العـــرش
في حفلــة افتتاح الدورة العادية الثانية
للمجلـــس التشريعي الخامـــس


في 15 تشرين الثاني سنة 1943

بسم الله الرحمن الرحيم

يا حضرات النواب الكرام

افتتح مجلسنا التشريعي بحمــد الله وبالصلاة علـى رســول الله وآله الكرام وأصحابه العظام ، وأقول أن عامنا هذا انتصار لحلفائنا وعام اندحار لأعدائهم الذين كانت أخطارهم تهدد هذا الشرق فتزلزل كياننا ، وأنه لعام تسعى فيه الأيدي القادرة والقلوب الصالحة إلى وحدة عربية لهجت بها الألسن ودارت ، بشأنها مذكرات رسمية تمهيدية حضرها رئيس وزرائنا في مصر بعد محادثات جرت في هذا الباب بين رئيس وزراء مصر والعراق ، كما بعث بعد ذلك حضرة صاحب الجلالة السعودية من ينوب عنه ، وحضر على أثر ذلك الوفد السوري الكريم إلى مصر للمداولات عينها كما علم الناس ، ولقد سبق هذا كله منشور منا دعونا فيه أهل سوريا الكبرى إلى عقد مؤتمر للتذاكر في وحدة سوريا أو اتحادها على ما جاء في ذلك المنشور بالتفصيل وقد محضناهم النصح في الأمر وقمنا بالواجب المحتم رجاء الاصغار والقيام بما أشرنا إليه فإن في ذلك عصمة البلاد السورية وسلامة مستقبلها ، وأمانا لسائر البلاد العربية وتأكد تماميتها ، ونحن مغتبطون بعودة الحياة النيابية الى الاقطار الشامية التي نسأل الله لها التوفيق في كل مراحلها المقبلة .

وانني أصرح بالتقدير بأن حكومتنا باذلة كل ما في الجهد والطاقة للوصول الى ما تصبو اليه بلادنا من أمان وآمال وطنية وحقوق مشروعة تسعى الى نيلها وهي مازالت دائبة في مساعيها مع الحكومة البريطانية الحليفة لاستعجال الاستقلال والسيادة التامة والشروع في تبادل الممثلين السياسيين غير وانية في مواصلة مسعاها حتى تبلغ الهدف واستنادا الى ما سبق من مودة خاصة وتعاون نزيه بين حكومتنا وشعبنا والحكومة البريطانية العظمى فانا نأمل تحقيق هذه الأماني دون تردد أو تريث .

واني لأشيد يا حضرات النواب بالجهود المشكورة التي قامت بها حكومتنا في الترفيه عن الشعب وتيسير أمور عيشه وإيجاد الرخاء والسعة في بلاده على قدر مستطاعها تحت ظروف الحرب القاسية ، وأشير إلى تحسين المواصلات بافتتاح طرق جديدة وعمل وسائل ربطت البلاد بعضها ببعض ، وأنوه بالتوسع الظاهر الذي قد صار في رتاج الجيش العربي الاردني ، هذا الجيش الذي وصل بحمدالله وعونه حدا يمكن ان يشترك به في الدفاع لمصلحة البلاد خارجها وداخلهــا .

هذا ومن دواعي الغبطة مانحن عليه من حسن العلائق وتواثق أواصر المودة والاخاء بيننا وبين الاقطار العربية الشقيقة التي نتمنى لها استمرار التقدم ودوام الخير والفلاح ، من تعاون تام مع الحليفة البريطانية الكبرى ، واننا لنبدي سرورنا للمركز الرصين الذي بلغته جيوش الحلفاء ، راجين من الباري للأمم المتحدة النصر العاجل يتلوه السلام العادل بحول الله وقوته .

ونسأل الله العلي القدير أن يزيدنا من فضله ويوفقنا في سبيل الخير وأدعوكم أيها النواب الأكارم إلى الشروع في العمل والسلام عليكم ورحمة الله .