مجلس الأمة
نسخة للطباعة

رد المجلس التشريعي الأردني الخامس
على خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى
للمجلس التشريعي الخامس

يا صاحب السمو

نتقدم إلى أعتابكم السنية بآيات الشكر والولاء على ما تكرمتم بتوجيهه إلينا من التهنئة السامية على الثقة التي منحنا إياها شعبكم الكريم باختيارنا نواباً عنه في هذا المجلس ، وانه لمما يبعث في نفوسنا الفخر والاعتزاز أن يكون التعاون القائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مدعاة للتقدير العالي ، كما يترك في قلوبنا أجمل الأثر تنازلكم للتنويه بخدمات المجلس السابق ورضاؤكم الكريم عن أعماله وسلوكه في فترة من الزمن وصفها الخطاب السامي بالدقة والحراجة، سائلين المولى عز وجل أن يهيئ لنا نحن بدورنا أسباب اكتساب هذا العطف الثمين بما سنبذله من جهود صادقة للتمسك بخطة من سبقنا ولانتهاج السبيل الذي سلكوه لخدمة بلادهم وأمتهم في ظل عرشكم المفدى.

يا صاحب السمو

إننا في الوقت الذي نشترك مع سموكم الملكي بحمد الله تعالى على ما أولانا من نعمة الأمن والراحة وبسطة العيش في هذه الظروف الضنكة. نرى لزاماً علينا أن نمحض أولئك الذين ينافحون عن مبادئ الحق والحرية أخلص عواطفنا وأطيب تمنياتنا ليعود السلام للعالم وترجع إليه السعادة والطمأنينة، وما كانت أهدافنا القومية وأمانينا الوطنية التي تفضلتم بذكرها واكدتم مواصلة السعي لتحقيقها ، غير تلك الأهداف والمرامي التي إنما خاضت الأمم الحرة غمار هذه الحرب الجائحة من اجل تحقيقها لنفسها ولغيرها ، متحملة أعظم الصائب واشد المحن وأغلى التضحيات في سبيل صيانة هذه الأهداف من العبث وإنقاذها من البغي والعدوان. إن حريتنا واستقلالنا كأمة هما جزء من حرية العالم واستقلاله فليوفقنا الله تعالى إلى نيل هذه الحرية والى تحقيق هذا الاستقلال بما نرجوه لحلفائنا العظام من فوز قريب ونصر عاجل ، وبما نبذله من إخلاص لقضيتنا ، وما نعتمد عليه كل الاعتماد من جهود سموكم المتواصلة نحو هذه الغاية ومساعيكم الموفقة أن شاء الله.

يا صاحب السمو

إن مجلسنا ليشعر بوطأة الظروف العامة وأثرها البالغ في الحدّ من نشاط الحكومة في المشروعات الإنشائية الواسعة، ولكنه لا ينسى أن يذكر لها بصورة خاصة ما أبدته في مثل هذه الظروف من العناية والاهتمام في توفير حاجات الشعب الضرورية، وما اظهرته من الحرص والسهر الدائم على مصالحه الرئيسية في شتى النواحي ، بفضل إرشادكم السامي وحكمتكم العالية في تصريف الأمور ومعالجتها مؤكدين لسموكم الملكي عزمنا على معاونتها معاونة تامة في كل ما يؤول لخير الشعب ومنفعته.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يطيل بقاء سموكم الملكي ذخراً عزيزاً لأمتكم، وأن يمتعكم بالصحة والعافية ، ويؤيدكم بروح من عنده، مولانا المعظم " .