مجلس الأمة
نسخة للطباعة

خطاب العرش السامي
في افتتاح الدورة غير العادية
لمجلس الأمة التاسع

20/4/1967

حضرات الاعيان ، حضرات النواب

باسم الله القدير ، نفتتح هذه الدورة غير العادية لمجلس الأمة الأردني التاسع .

وانه ليطيب لنا أن نبدأها بصادق التهنئة ، نزجيها الى حضرات النواب المحترمين الذين اولتهم أسرتنا الأردنية العزيزة ثقتها الغالية في الانتخابات النيابية الأخيرة ، وحملتهم ، شرف المسؤولية في هذا الميدان الهام من ميادين الخدمة العامة ، ويسرنا غاية السرور أن تجيء هذه النخبة الكريمة الى المجلس النيابي في أعقاب انتخابات اتسمت بالحماس والنظام والوعي الديمقراطي من جانب المواطنين وبالحرص الأكيد من جانب الحكومة لإجراء الإنتخابات وفق ما أكدناه في كتاب تكليفنا للحكومة (( في جو من التجرد والنزاهة ، تمكيناً للمواطنين من إبداء آرائهم بحرية تامة في اختيار مبعوثيهم الى الندوة البرلمانية )).

إن هذه الإنتخابات التي تمت ، ولقاءنا اليوم لافتتاح الدورة غير العادية لمجلس الأمة ، تؤكد المعاني الديمقراطية التي حرصنا ، في هذا البلد ، على أن تكون قاعدة للحكم ، وأساساً لتنظيم المجتمع ، ومثالاً للتقدم والتطور والرقي في وطننا العزيز .

ونحن نفخر ونعتز بأن بلدنا يؤكد كل يوم إيمانه بهذه المعاني ، ويتطلع باستمرار الى ترسيخ الأسس الديمقراطية الصحيحة لحياتنا العامة ، بحيث أصبح أردننا الحبيب منارة هدى وخير وواحة أمن واستقرار ومثلاً يقتدى في تحقيق التقدم والرفاه والازدهار وتوفير اسمى مظاهر الحرية والكرامة والمساواة في الطريق الهادف الى المستقبل الأفضل إن شاء الله بالرغم من الإمتحان الذي تعرضت له مؤسستنا الدستورية تحت وطأة مختلف الضغوط الخارجية فلم تزدها إلا صلابة ومتانة وقدرة على أن تقوى وتمتد جذورها على الدوام .

حضرات الأعيان ، حضرات النواب

لقد قامت حكومتنا بالمسؤولية التي أوكلت إليها بموجب كتاب التكليف بأمانة وإخلاص يستحقان التنوية والتقدير ، وبذلك بدأت مرحلة جديدة من مراحل حياتنا الوطنية ، نأمل ان تتعاون فيها الحكومات القادمة مع مجلسكم الكريم لتكون مرحلة حافلة بالبناء والعمل والتنظيم والإنتاج. وستلتزم الحكومة التي تحمل المسؤولية بالخط الثابت المستمر لهذا البلد الأمين في ميادين العمل الخارجي والعمل الداخلي على السواء . وسيظل الأردن أميناً لعروبته ، مخلصاً في ولائه القومي ، صادقاً في الحفاظ على تراثه العظيم ، صامداً صابراً ، مدافعاً عن أمته في كل ميدان ، شديداً في نصرته للحق العربي في فلسطين ، معتبراً ذلك واجبه القومي الأكبر ومسؤوليته التاريخية الأعظم والأهم .

وفي الميدان الداخلي سوف تحمل الحكومة عبء العمل الجدي الفعال لتحقيق المزيد من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والإداري ، ولتوكيد المزيد من العدالة الاجتماعية والحرية والحكم النزيه.

حضرات الأعيان ، حضرات النواب

إننا إذ نكرر لكم التحية والتهنئة ، نتطلع الى تعاون صادق وفعال بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في مرحلتنا القادمة ، راجين لمجلسكم الكريم التوفيق والنجاح ، ولأردننا الحبيب الخير والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،