مجلس الأمة
نسخة للطباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرات الاعيان، حضرات النواب،

في هذه الساعة التي يجتمع فيها مجلس الامة أعيانه ونوابه للمرة الأولى من بعد فقد البلاد عاهلها العظيم والدنا الشهيد وقائدنا الرشيد. نقف جميعا خاشععين لذكراه مستمطرين الرحمة الرحمة على مثواه متذكرين على الدوام تاريخ حياته الحافل وما قدم لقومه وبلاده من خير العمل وبث في نفوسنا من عزيمة وأمل ولقد كان جزاء وفاقا لعمله القائم ومجهوده الدائم أن صعق الناس داخلا وخارجا للفجيعة الكبرى والخطب الجلل زكانت المحنة امتحانا لشعور الامة ووفائها واخلاصها واظهار التفافها حول العرش وتقديرها العظيم لمن نذر نفسه لحريتها ومجدها ووقع بالدم الزكي عهد خدمتها والنضال دون حقها حتى النهاية .

حضرات الاعيان، حضرات النواب

لقد استشهد قادة الحملة المحمدية في مؤتة من اعمال هذه المملكة فما زعزع ذلك من ايمان العرب أو انتقص من مثلهم او فت في عضدهم بل كان وسيلة استبسالهم وايقاظ ضميرهم المشترك فلم يقتل قائد الا وتسلم الراية قائد وان في تاريخنا المجيد ونهج سلفنا الصالح ما ينير لنا المحجة ويؤيد قولنا بالحجة .

وان بمناسبة قيامنا وصيا على العرش بحكم الواجب ومصلحة الدولة فقد قامت لنا الوزارة السابقة استقالتها رعاية للتقاليد الدستورية فأذنا لها بالراحة مشكورة الجهد والمسعى وعهدنا للوزارة القائمة بتولي مسؤولية الحكم لتسهر معناعلى صون العرش وتعزيز كلمة الوطن ماضية في التمكين للحياة الدستورية والاماني القومية وتحقيق الاصلاحات الضرورية والمحافظة على العلائق الحسنة مع الدول الشقيقة والصديقة .

وان من اقصى املنا بل نحن على مثل اليقين بأن أعيان الامة ونوابها سيعملون جاهدين على توطيد أركان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وعلى التناصر والتآزر في كل ما يحقق مصلحة الوطن ويعلي من شأن قومنا وبلادنا .

وانني باسم الله العلي العظيم، افتتح هذه الدورة فوق العادة لمجلس الامة داعيا اياكم يا حضرات الاعيان والنواب الى الشروع في العمل بما انتم أهله من صدق الغيرة والحمية سائلا المولى عز وجل أن يسدد خطانا ويزيدنا من فضله ويهدينا جميعا الى سواء السبيل .